إلى متى القمع والوحشية اتجاه الأطفال

شهدت محاكم الجزائر بالآونة الأخيرة قضايا بشعة كان أبطالها أباء وأمهات تجردوا من أحاسيسهم وعواطفهم إتجاه فلذات أكبادهم فإختاروا أسلوب تربية مبني على القسوة والتعذيب لمجرد معاقبة

أبنائهم ولأسباب تافهة يكون مصير بعض الأطفال القتل بفعل الأساليب العنيفة المنتهجة عليهم.
بات الأولياء يجهلون الطرق المثلى لتربية أو تأديب أبنائهم ما جعل أبناءهم ضحايا للقسوة الشديدة المتبعة عليهم وفي حالة وقوعهم بأي خطإ أو حتى لأسباب تافهة تكون مكافأة أقرب الناس إليهم هو الضرب الشديد. لكن ما زاد الطين بلة أن بعضهم باتوا يتبعون أساليب بشعة في معاقبة أبنائهم تباينت بين التعذيب أو حتى الضرب والتجويع إلى حد القتل ما جعل أطفالهم عرضة لأمراض نفسية تصل ببعضهم إلى حد الجنون بينما يكون مصير آخرين الموت من قبل أشخاص تربطهم صلة دم وعوض أن يكونوا صدرا حنونا لفلذات أكبادهم أصبحوا أعدائهم وخير دليل على إرتفاع وتيرة عنف الأقارب على من تربطهم بهم صلة الدم القضايا الغريبة التي سجلتها مختلف محاكم الجزائر وحوادث التعذيب البشعة التي تقشعر لها النفوس بمجرد سماعها.
أبناء ضحايا قسوة زوجات الأب
بمجرد طلاق الوالدين أو وفاة أحدهما يقع الأطفال ضحايا للمعاملة القاسية لزوجة الأب أو زوج الأم، وغالبا ما يتم معاقبتهم أو تأديبهم بأبشع الطرق وغالبا ما يختار الأطفال الهروب من جحيم العنف الأسري. وبات العديد منهم ضحايا لشتى أنواع التعذيب داخل منازلهم وهو حال طفل لا يتجاوز 10 سنوات قرر أن يروي لنا مأساة حياته مع زوجة أبيه التي لم تكن يوما صدرا حنونا يعوضه حرمانه لوالدته بل أنها كانت ــ حسب قوله ــ عدوته التي لطالما بادلته مشاعر الكره والحقد حيث أضاف أنها تمادت في قسوتها لتقوم بتعذيبه لمجرد إرتكابه خطإ بسيط سواء بحرقه بأداة ساخنة أو حبسه وتجويعه بالغرفة.
فتيات فريسة عنف أزواج الأم
بعد وفاة والدها عاشت منيرة، صاحبة التسع سنوات حياة ملؤها القسوة والمعاناة بفعل معاملة زوج والدها القاسية لها ولم يفت عليها يوم دون أن تتلقى شتى أنواع العقاب، وهو ما أخبرتنا به والدتها التي أكدت أنها كانت تلمح أثار الحرق بعد عودتها من عملها على جسد ابنتها لكنها أخفت عليها الأمر لشدة خوفها من زوج والدتها كما أردفت بقولها أنها تفاجأت لمشهد تواجد ابنتها في حالة إغماء بعد عودتها من المنزل بعد تعرضها للضرب المبرح من قبل زوجها، وأثار التعذيب والحروق بادية على جسدها الهزيل ما دفعها إلى رفع شكوى ضده.
ضحايا عنف إخوة متسلطين
عدد كبير من الشابات بتون ضحايا عنف إخوة متسلطين، وقد أصبحت شقيقاتهم فريسة بقبضتهم وغالبا ما يتعرضن للضرب المبرح ولأتفه الأسباب، في المقابل يفرض الإخوة سلطتهم على شقيقاتهم فيكون الضرب وسيلة لتقييد حريتهن، حيث أقدم شاب ببودواو على تعذيب شقيقته وتكبيلها لينهال بعدها عليها بالضرب لمجرد خروجها عند جارتها دون علمه.
أشقاء ضحايا تعذيب والدهم
هي حادثة بشعة ليست من نسج الخيال لكنها وقعت بالفعل حسب شهادة سكان إحدى الولايات النائية، حيث وقع ثلاثة أشقاء فريسة لقسوة والدهم الذي تجرأ على تجويع وحبس فلذات أكباده بعد وفاة والدتهم لمجرد إرضاء زوجته بعدما شكت تصرفاتهم، حيث قام بحبسهم بإحدى الغرف الخاصة بتربية المواشي لعدة أيام بعد تكبيل أيديهم. ولا يختلف وضع المعاقين أو المصابين بالأمراض النفسية الذين لم يسلموا من شتى أنواع التعذيب المنتهجة من قبل أقاربهم أو والديهم، حيث تفاجأنا لمشاهد يندى لها الجبين لعائلة مكونة من أربعة أشقاء معاقين ذهنيا يتعرضون لمعاملة قاسية من قبل والدهم، وحسب شهادة الجيران فإنه يمنعهم من الخروج من البيت سواء بضربهم أو حبسهم بالغرفة بعد تكبيل أيديهم دون رحمة، كما علمنا من الجيران أنهم باتوا يعيشون كالحيوانات بعدما أهملهم والدهم، حيث يضطرون إلى تناول الماء من الصحن بالإنحناء على الأرض.
قضايا قتل وتعذيب أبناء غريبة
شهدت المحاكم الجزائرية بالأونة الأخيرة، إرتفاعا بقضايا قتل وتعذيب غالبا مايكون الأقارب والأباء هم المتورطين فيها، لذا قررنا عرض حوادث تعذيب بشعة حدثت بالفعل بالمجتمع الجزائري.
عمّة تعذب وتقتل ابن شقيقها
شهد أحد أحياء حسين داي جريمة تعذيب وقتل بشعة كانت بطلتها عمة تجردت من صلة الدم والقرابة، وببرودة أعصاب إصطحبت ابن شقيقها من مدرسته إلى منزلها دون علم والديه، حيث خططت للجريمة بعدما قيدت حركته فطلبت منه أن يلعب بأيدي وأرجل مربوطة للخلف لتقوم بعدها بخنقه بقطعة قماش لتقوم بعدها بإخفاء جثته داخل حقيبة ملابسها.
تتخلص من ابنها إرضاء لعشيقها
شهدت إحدى محاكم الجزائر، قضية فريدة من نوعها لأم تجردت من أحاسيسها ومشاعر الأمومة إتجاه فلذة كبدها، وحسب وقائع القضية فإنها قامت بقتل ابنها لإرضاء عشيقها الذي كان يقصد بيتها المتواجد بحي العناصر، ما دفعها إلى إدخال ابنها للحمام لتقوم وبدون شفقة بفتح صنبور الماء الساخن على جسده الضعيف لتتفاجأ بوفاته بالحمام، لكن الغريب أنها لم تكتف بجريمتها البشعة بل حملت جثة فلذة كبدها برفقة عشيقها لتقوم برميها تحت جسر رويسو.
أفلام رعب..!
بات الآباء يتعاملون مع فلذات أكبادهم بقسوة شديدة وبدون شفقة، كما لم تجد الكثير من الأمهات أي مانع في تخويف أو تأديب أبنائهن وهن لا يعلمن أنها قد تكون سببا في إصاباتهم بأمراض نفسية، أو تكون سببا في وضع نهاية لحياتهم من شدة الخوف. وأكدت إحدى السيدات أنها تفاجأت بإنتشار أثار حروق على يد ابنة جارتها وقد أخبرتها أن والدتها تحرقها بسكين حاد بعد تسخينه، كما لم تجد أخريات أي مانع من تأديب أبنائهن سواء بوضع الفلفل الحار بأفواههم أو حتى بأعضائهم التناسلية، حيث يتورط العديد من الأولياء بقضايا قتل الأبناء سواء عن قصد أو بشكل عمدي وعوض أن يكونوا أحبابهم أصبحوا أعداءهم. ومثل أحد الأباء بمحكمة الشراڤة، بعد تورطه في قضية تعذيب بناته الثلاث ولم تسلم من قسوته ابنته الرضيعة التي لم يكن لديه إتجاهها أي شفقة أو رحمة. وحسب صور الفتيات التي تم عرضها على وكيل الجمهورية فإن بناته أصبن بتشوهات ناتجة عن تعرضهن للعنف الشديد.
أب يجوّع ابنه وآخر يسكب الماء المغلى عليه
وبسبب تدني المستوى الدراسي لطفل لم يتجاوز 14 سنة إنهال أحد الآباء على فلذة كبده بالضرب، ليقوم بعدها بحبسه وتجويعه بغرفة ليتفاجأ بوفاته بسكتة قلبية.
بينما قرر أحد الآباء تأديب ابنه بعدما سرق النقود من جيبه فلم تشفع له رحمة وقد سكب على جسده الضعيف ماء مغليا بغياب والدته، ولم يستطع الطفل مقاومة آلام الحروق الخطيرة فلقي حتفه بالمستشفى حيث توبع والده بتهمة القتل العمدي.
يؤدب ابنه برميه في حفرة
قرر أحد الأباء معاقبة ابنه بعدما وضعه بحفرة في حديقة منزله ليقوم بوضع غطاء حديدي عليها، لكن فعلته الشنيعة كانت سببا في تدمير مستقبل فلذة كبده الذي أصيب باختلال عقلي لخوفه الشديد.
جدة تعذّب حفيديها
لم يسلم الأبناء من قسوة الأقارب، وقد انضمت الجدات إلى قائمة قضايا التعذيب حيث مثلت إحدى الجدات أمام محكمة الشراڤة، بعدما عذبت حفيديها اليتيمين لمجرد إخبارها بتدني مستواهما وشغبهما في المدرسة، حيث قامت بضربهما بواسطة أنبوب غاز تسبب في إصابتهما بجروح خطيرة.

صباح ضحية تعذيب زوجة أب
هي أبشع قصة تعذيب حدثت بالفعل بولاية الميلة، وكانت الشابة صباح التي لم تتجاوز 19 ربيعا. وحسب تحقيقات مصالح الأمن فإن قضية صباح، بدأت منذ وفاة أمها وزواج والدها، حيث اندلعت المشاكل العائلية، حيث سرد جدها قصة حفيدته المأساوية فيقول قمت بإحضار صباح وأشقائها الثلاثة إلى منزلي للعيش معي، لكن بعد زواج والدهم أرجعتهم إليه بحكم أنه الأحق بتربيتهم، لكن زوجته الجديدة رفضت أن يعيشوا معها وقامت بطرد أشقاء صباح الذكور، ويتنهد الجد ويكمل: «حاليا شقيق صباح الأصغر البالغ من العمر 17 سنة يهيم في الشوارع ويبيت في العراء، والآخرين لا علم لي بمصيرهما، أما صباح ـ رحمها الله ـ فكانت تتعرض للتعذيب على يد زوجة أبيها، وبعدما جاءت خالتها التي تقطن بقسنطينة والتي لم ترزق بأولاد في أحد الأيام لتأخذها لتعيش معها تفاجأت بعدما وجدتها مقيّدة الأطراف العلوية والسفلية بسلك معدني ومحتجزة في غرفة، وقد حاولت زوجة أبيها إخفاء أمر التعذيب عنها واتهمت صباح بأنها مصابة بمس من الجن، لكن إصرار خالتها وتكسيرها لباب الغرفة ودخولها بالقوة جعلها تقف على حجم الكارثة، فقد وجدت صباح، مقيدة وقد انتفخ جسمها بسبب عدم سريان الدم في كيانها، وتجمده في جسمها نتيجة ربطها بالسلك وبعد مرور فترة كشفت الشرطة جريمة زوجة الأب بعد إنتشار رائحة جثتها الكريهة لتقوم الشرطة بحجز كماشات وعصي وأدوات كي كانت تستعملها الزوجة لتعذيب صباح، حيث أثبت تقرير الطبيب الشرعي أثار حرق وعض على جثتها.
الدين يحرّم إستعمال القسوة في تربية الأبناء
يرى علماء الدين أن الإسلام وضع الأبناء أمانة بيد الآباء، كما حث على حسن معاملتهم وتأديبهم بلطف وليس بأسلوب مبني على القسوة، حيث قال الرسول «إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، كما حدد الإسلام واجبات وحقوق للأبناء على أوليائهم أوجب الله الحفاظ عليها من بينها حسن معاملتهم وتربيتهم بأسلوب غير قاس خاصة أنهم أمانة. وحث ديننا على الحفاظ عليهم كما حرّم الإسلام عنف الآباء على الأبناء لقوله (صلى الله عليه وسلم) «كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته».
عوامل نفسية إجتماعية وراء العنف الأسري
كشف مختصو علم النفس الإجتماعي، عن وجود عوامل نفسية واجتماعية تدفع إلى ارتكاب الجرائم، وبين استشاري الطب النفسي، ظهور فصول عديدة من العوامل النفسية والاجتماعية التي تدفع إلى هذا الاتجاه، فضلاً عن ظهور أنماط وأنواع جديدة من هذه السلوكيات وسط المجتمع ومن أعظمها وأكثرها بشاعة وتأثيرا جرائم الأقارب والاعتداء على الأبناء، وقد تحدث العلماء إلى إرجاع الجريمة إلى عوامل عضوية وفسيولوجية ووراثية واجتماعية. من جهة أخرى أضافوا أن أغلب مرتكبي الجرائم البشعة، ربما قد مروا بظروف اجتماعية ونفسية معقدة، أو كانوا في طفولتهم عرضة للإيذاء الجسدي أو الإهمال، وباتوا بسببها عدائيين ضد الآخرين، حيث تضطرب لديهم الـقـيـم والإحساس بالإنسانية، ويتعاملون مع الآخرين من مبدإ القوة والتحكم والسلطة، كما أثبتت الدراسات أن مشاهدة العنف في الأفلام بشكل مستمر قد تؤدي إلى تأثير وسلوك العنف على بعض الشخصيات ذات التركيبات النفسية المعقدة. كما أشار استشاري الطب النفسي إلى أن 99 في المئة من جرائم القتل تنتج عن اضطرابات ذهنية ومشاكل نفسية، وفي هذه الحالات يكون مرتكب الجريمة إما مصابا بالفصام أو تحت تأثير إدمان المخدرات، وغالباً ما يكون في حالة هلوسة وخارج نطاق العقل، كما أضافوا أن قتل الأطفال من قبل أقاربهم يعد من الجرائم التي هزت المجتمع بأكمله، ومع هذا يجب تشخيص حالة مرتكبي الجريمة، وعرضهم على أطباء متخصصين في علم النفس، لأنهم بطبيعة الحال يحملون في داخلهم شيئا من العدائية، أو أنهم وجدوا إهمالا أو تجاهلا من قبل الوالدين وبالتالي تكون النتائج عكسية.
قسوة الأباء تخلف أمراض نفسية للأبناء
أكد المختصون في الطب النفسي، أن إيذاء الأطفال من أخطر القضايا التي يواجهها المجتمع، وبينوا أن خطورتها تكون أكثر وطأ عندما يكون المعتدي من الأقارب والذي يفترض أن يكون مصدر حماية لهم عوض أن يكون عدوا لهم، كما أكدوا أن أغلب مرتكبي الإيذاء من الأقارب أكثر قسوة من الفاعل الغريب، وهذا النوع من أنواع الإيذاء يصعب كشـفـه خاصة الإيذاء الجسدي، وبالتالي فإن زوجة الأب قد تكون من الشخصيات التي قد تميل إلى النزعة العدوانية، ومن هنا تعمل على إسقاط الغضب على الطفل وتحميله مسؤولية أخطاء الآخرين، حيث أرجعوا تكرار مثل هذه الجرائم إلى ضعف الأنـظمة والقوانين المتعلقة بحماية الأطفال من أفراد الأسرة. وغالبا ما تكون قسوة الأباء على الأبناء سببا في إصابتهم بأمراض نفسية خطيرة تؤثر على مستقبلهم، كظهور عقد نفسية إضافة إلى إضطراب بشخصيتهم، حيث يصابون بفوبيا الخوف وعدم الثقة بالنفس يؤدي إلى ضعف بشخصيتهم. الرأي التربوي.
الصمت الأسري سبب تفاقم تعنيف الأبناء
شهدت السنوات الأخيرة حوادث بشعة للعنف الأسري على الأبناء تعود لأسباب عديدة حسب المختصين أهمها ضعف الوازع الديني وانعدام التربية والانحلال الأخلاقي، وأيضا غياب دور الأب في توجيه الأسرة والحفاظ على رعيته التي هي أمانة عنده.
يرى مختصو علم النفس التربوي، ان حالات العنف التي تمارس ضد الأطفال المسكوت عنها أكثر من تلك الواضحة للعيان، وحسب رأيهم فإن الصمت عن العنف الأسري أسهم في تفاقم المشكلة، وهذا يبدو واضحاً في نفسيـات وأداء الأطفال المنفصلي الأبـوين والذين يتعرضون لضغوطات من قبل زوجة الأب، وهنا يحوم الشك في كثير من حوادث الوفاة التي ذهب ضحيتها الكثـير من الأطفال بذرائع مشبوهة وغـير صحيحة. من جهة أخرى أكدوا أن مثل هذه الممارسات محرّمة في الإسلام، ولا مبرر لحدوثها مهما كانت أفعال الأطفال أو نية المرتكب لهذا الجرم. وأضاف: «هذه الفعلة يقف خلفها زوجة الأب بشخصيتها المتسلطة كنوع من الكراهية والبغض الشديد لأبناء ضرتها، وقد يكون الأب أحياناً مشاركا بهذا الجرم حتى بسكوته عن حماية أبنائه»، وشهدت الفترة الأخيرة عدة وقائع من هذا النوع، لأسباب عديدة أهمها ضعف الوازع الديني وانعدام التربية والانحلال الأخلاقي، وأيضا غياب دور الأب في توجيه الأسرة والحفاظ على رعيته التي هي أمانة عنده.

رابط الموضوع : https://radhwane.ahlamontada.com/post?f=3&mode=newtopic